Sunday, February 8, 2009

عجوز كريه

ها أنا تركنى الزمن و لم يترك لى سوى بعض الخصال التى لفظها من خط سيره كما نلفظ النوى من افواهنا
ها أنا كما اطلق على نفسى " عجوز شمطاء" اتجول صباحا فى المنزل بشعر اشعث من أثار النوم
اذهب فى رحله يوميه قد تكون قد حفرت آثارها فى أرضيه المنزل من الحجره الى المطبخ لعمل الشاى ثم الى الحمام ثم الى الصالون للصلاه ثم المطبخ لإتمام كوب الشاى بالحليب
هذا هو المنزل الذى طالما استمتعت بفراغه ايام الصبا أصحو من النوم لأتمطى فى أشعة الشمس كالقطط و اتجول فى ارجاءه مستمتعه به و بهدوءه قبل ان يأتى الجميع من عمله و يأمله ضجيج و حركه
ها قد بقيت انا و هو فقط , لن يأتى أحد لأضج به و بصخبه,
ذهب الصخب و ذهبت الحركه فأصبحت كالأشباح اتخيلها أمامى و استرجع معها ذكريات عزيزه مضت
ها انا استجدى دلال قطه على باب الشقه و أغريها بالأكل و الشراب حتى تأتي لتسأل عنى بموائها كل يوم
ها قد اصبحت جليسه البلكون كما كانت جدتى فى يوم من الايام و أنى لأذكرها
يااااااااااه أكانت تقاسى كل هذه الوحده دون ان أشعر بها !!؟؟؟؟ كم أنا قاسيه القلب متحجره المشاعر
سامحينى يا جدتى , ها قد دار الزمن دورته و سُقيت من نفس كأس الوحده التى سقيتها إياكى
اتذكر كم كانت تلمع عيناكى من الفرح حين اسألك عن شبابك
كنت تحكين و تحكين , و كان يصيبنى الملل فى بعض الاحيان حين تشردين بحكاياتك و ينقلك الزمن لماضيك الجميل
ها قد ذقت من الألم و الحسره ما أذقتك إياه فسامحينى
كيف لعجوز مثلى أن يشعر انه مازال طفلا لكنه طفل ثقيل الروح , سقيم الملامح
عجوز كريه أنا. عجوز كريه

No comments:

Post a Comment