Wednesday, February 11, 2009

رفيقى

هكذا رأيتها عندما وقفت فى الشباك
عجوز غريبة الأطوار , تقوم بالكثير من الافعال الغير مفهومه , و الغير مبرره, اليوم رأيتها ممسكه بالعدسه المكبره , جزعها محنى للأمام منكبه على كتاب ما تتفحص صفحاته سطر سطر كأنما تبحث عن شئ ضائع
ساقتنى الايام لأن اجلس معها و يجرى بيننا حوار قصير و لكنى منذ ذاك اليوم اعتبرها صديقتى و اتحرى جميع الفرص التى تمكننى من التقرب منها و معرفتها اكثر عن قرب
فى إحدى المرات قالت لى انها رأتنى اتعجب من تصرفاتها مرارا و كم آلمها هذا و تتذكر كيف ضحكت منها يوم رأيتها تقرأ فى الكتاب و بدأت تسرد علاقتها بالكتب قائله:
فى يوم ما قررت ان أؤنس وحدتى برفيق حياتى
وقفت امام المكتبه الشامخه امامى " اه كم تعبت حتى كونت هذه المجموعة الرائعه من الكتب القيمه" منذ الصغر و انت ايها الكتاب رفيقى الوحيد الذى لا يتخلى عنى
لكن ما ان شرعت فى القراءه , لم ارى , جزعت , ما هذا الضعف البصرى الذى اصابنى لكنى بعد وهله تذكرت اننى عجوز , و ان هذه هى احدى عيوب الشيخوخه
آه حتى الزمن يأبى إلا ان اتخلى انا عن رفيقى
اذكر كم كنت اطير فرحا يوم ان اشترى كتاب جديد و اظل على جمر من نار حتى يتسنى لى الانفراد به و قراءته
مر بى الزمن
حتى انت يا رفيقى يضطرنى الزمن ان اتخلى عنك لأعود من جديد وحيده , لكنى بعد ذلك تعجبت من أمرى , منذ متى يهزمنى الزمن , لقد تحديته و انقذت روحى من ان تهرم
و يومها ذهبت اتبضع و اشتريت عدسه مكبره حتى استطيع ان ارى الكتابه و ان اواصل القراءه التى هى زادى و زاد خيالى
لولاها لهرمت روحى منذ الطفوله لكنها فتحت لى أفاق و عوالم جديده
كلما كان اليأس يأتى لتتويج نفسه على قلبى كان الخيال الذى وهبتنى اياه القراءه يهزمه
يا بنيتى لا يشيخ الإنسان إلا باليأس و القنوت
لا تدعى اليأس ملك متوج يدعوا الناس للشفقه عليك
الأمل هو روح الحياه , شباب العمر , ربيع دائم يجب ان نواليه بالرعايه ليظل يانع أبدا

No comments:

Post a Comment