Friday, August 12, 2011

رساله قديمة

ابنى
سنين طالت و لم افصح لك عن سبب غضبى
أعرف ان صمتى دائم و كثيرا ما يفهم خطأ لعدم توضيحى للأسباب
كنت اعتقد انك تفهم هذا الصمت و ما يدفعنى اليه. لكن ما دام طال علينا هذا الامد و انت تسأل نفس السؤال فإليك اليسير من الاجابة
أولا : انا اصمت محاولة منى المحافظه على بعض الحدود التى اضعها لنفسى حتى لا اخسر احترامى لذاتى يوما ما - و هذا درسا غالى صعب التنفيذ و مؤلم احيانا كثيره لكنه مفيد على المدى البعيد -
ثانيا : لخوفى من الافصاح عن مشاعرى , و افكارى لأنه تم لمسها بسوء و لو عن طريق الخطأ او الفهم الخطأ سأشعر بالاهانة و هذا ما لا احتمله.
كنت لى سندا ,لا لم تكن فقط صديق او هكذا اعتبرتك انا , كنت أنا كمن يستند على طوب حجرى راسخ , و فجأه انهار هذا الحجر او زحزح من ورائى فوقعت دون ان استوعب ما حدث و الاصدقاء لا يفعلون هذا بل يساندون بغض النظر عن العوائق.

لقد فعلت يا ابنى هذا بى ثلاث مرات , و لأنى لن استحمل ان تفعلها بى رابعا فستكون قد دفعتنى لكرهك و كيف لأم بكره ابنها فهذا عذاب شديد لهذا قررت الانعزال عنك ,

لقد عاركتنى كثيرا لتعلم لماذا , لماذا غضبت , و لقد جاوبتك لكن اجابتى كانت شبة الاحجيه يجب عليك ان تحاول ان تفهم حقيقه افعالى لا شكلها الظاهرى فقط , ان تقدر معنى ان يعتمد عليك , لكنك تصر على ان تسمعها واضحه مفصله منى , لم تتعب نفسك سابقا فى محاولة فهمى و كنت تكتفى بالفهم السطحى الظاهر , واضح المعانى و لم تستوعب قط خجلى او استحيائى من التوضيح احيانا و بما ان سنين طالت و انت على هذا الاصرار , فأعتقد انك لن تفعل.

وصيتى لك:
نحن النساء كما قال عنا الرسول الكريم : كالقوارير , فرفقا بالقوارير1-
رفقا بزوجتك فهى تحتاج ان تشعر بمساندتك لها فلا تهدهد أمرأة غيرها و لا تدلل احدا غيرها , فإن فعلت فأنك تقتلها
رفقا ببناتك , فهن يحتجن لحبك و تقويمك يحتجن لغضبك الرقيق من حين لأخر ليعرفن قيمة حلمك و صبرك و حبك

اما ابنائك فالتصاحبهم كما فعل والدك معك

2-رفقا بنفسك , فأنت الاعلم ان كل ما فى الدنيا زائل , و انه مكتوب و مسطور , فلم الحزن , فبعد كل ضيق مخرجا , و بعد كل عسر يسر , لا يعلم سوى الله متى يخرجك من عسرك , لكن اعلم ان ثقتك به تؤدى لفك الكرب بشكل لن يخطر لك على بال.

3-تذكر دائما ان " الله رحمته و سعت كل شئ " سبحانه و تعالى الحنان المنان

يا بنى , هذا كل ما استطيع قوله لك ,فإن لم تفهم بعدها فلا تسألنى حتى يبصرك الله بما يريد

No comments:

Post a Comment