Tuesday, April 17, 2012

حياه اخرى 6


يا ربى , اللى بيحصل ده حقيقه ولا حلم ؟؟
لو كان حد حلف لى ان اللى انا فيه ده ممكن يحصل فى يوم من الايام , كنت بلغت عنه مستشفى المجانين
هكذا حدثت سعاد نفسها و هى ترقد متعبه فى حجرتها بفندق فى المنيا , بعدما عقدت العزم على التحرى بنفسها عن حياه عمرو الاسيوطى
جاءت للمنيا منذ 4 ايام و توصلت لمنزله و قامت بمقابله الام ,
تستمر سعاد فى الحديث لنفسها :
يااااااااه يا عمرو , ممكن يكون فيه ناس قلبها كده !! و ذنب امك و ذنبك انت ايه فى كل ده ؟؟
اه يا زينب , ربنا يصبرك و يرجعلك ابنك فى حضنك .
و تتوالى فى ذهن سعاد صور رحلتها منذ استدلت على بيت د. محمد الاسيوطى و مقابلتها للام لتجدها مقعده تمارس شئون حياتها بواسطه كرسى متحرك , تحمل ملامح ابنها , من صفاء و سكينه
تحدثها انها تعمل بالمؤسسه المودع بها عمرو و انها كانت تبحث عن سبب لسلوكه الذى لم تجد له مبرر فى الاوراق الرسميه المرفقه فى ملف ابنها .
عندما خرجت سعاد من منزل د. محمد الاسيوطى يومها لم تكن كانت استوعبت كل ما قالته الام. و كانت على موعد اخر مع الام فى الايام التى تلت ذلك
لم يستطع أو بالأصح رفض عقلها و قلبها ان يصدق وجود كائن حى ببشاعه د. محمد ,
قسوه مبررها انه عايز ابنه يطلع راجل من صغره مش عيل متدلع , كره غير مبرر للطفل منذ ان علم بحمل الام و محاولته لأسقاطها بطرق ملتويه لتظهر فى النهايه كأنها حوادث غير مقصوده
ظلت زينب تحكى كالمستغيث لسعاد كل ما مرت به منذ تزوجت د. محمد و حتى تلك اللحظه التى جمعتها بسعاد
زينب : انا مقعده منذ ان اتممت الرابعه عشر ,والدى زوجنى فى السابعة عشر على محمد طالب السنه النهائيه بكليه الطب و ابن عضو بارز و مهم  بالبرلمان اللى هو مجلس الشعب دلوقتى , و السبب طبعا انى بنت اغنى تجار البلد و الوريثه الوحيده لثروة ابي

أنا معرفش محمد و لسه معرفش عنه حاجه , لو حسبت انا عشت معاه قد ايه , ممكن مكنش كملت سنه لحد وقت ما بكلمك كده يا ست سعاد

كنت حامل بالصدفه بعد اجازه قصيره عاد فيها محمد بعدما اصبح دكتور محمد من الخارج و كان رافضا تماما للفكره , حاول بطرق ملتويه ان يسقط حملي و كنت اشعر فى قراره نفسي بكل هذه المحاولات بس ما عرفتش أثبت حاجه , لأن فى بعض الاحيان كان محمد يعرض حياته شخصيا للخطر فى محاولاته هذه.
و عندما استقر الحمل و لم يجد فائده من المحاوله , سافر مره اخرى للخارج و لم يعد سوى بعد سنوات , كان عمرو وقتها يكمل عامه الثالث




رجع د. محمد و استقر هنا بس زى ما انت شايفه , الفيلا واسعه ازاى , كنت انا و ابنى فى ناحيه و محمد فى ناحيه , ممكن اقابله صدفه جوه البيت , و هو اصلا مش بيطول , يادوب على قد النوم و ساعات الفطار

- عمرك يا ست زينب ما حاولتى تقربى له ؟؟ انا اسفه على السؤال بس مش عارفه اصدق

- يعنى هو فيه حد يرضى يعيش العيشه بتاعتى دى , اكيد حاولت , بس الكلام ده كان لحد قبل ما يمد ايده على ابنى , من ساعتها و انا اتمنى الارض تنشق و تاخده , عمرو كان زى ما بقولك عنده 3 سنين لما ابوه رجع من السفر , و كان الولد فى مره بيلعب قريب من مكتب محمد و دخل زى اى عيل ما بيدخل اى حته و بدأ يلعب بالحاجات اللى فوق المكتب . انا كنت بعيد لما لقيت قلبى بينشك و بيتعصر و حسيت ان عمرو فيه حاجه
و بعدين سمعت صريخ ,على ماوصلت مكتبه لقيته بيمد الولد على رجله
أه يا ست سعاد لو تعرفى انا لو اقدر كان زمانى قتلته
المهم , فضلت طول الفتره اللى بعد كده , ابعد عمرو عن اى مكان ابوه ممكن يكون فيه , اتقاءا لشره
فضلت زينب تقابل سعاد و تحكى و تحكى , و سعاد حاسه انها بتخزن الكلام بس مش عارفه تستوعبه او تتقبل وجوده لحد ما فى اليوم الرابع وسط حديثهم , حدث ما قطع الحكى :
- اهلا و سهلا , مش ها تعرفينا يا زينب على الاستاذه ؟
- اهلا يا دكتور , انت اكيد سألت و عرفت
- و حضرتك يا ست سعاد لما انتى بتعملى بحث عن حاله ابنى , ممكن تورينى التصريح الخاص بكده ؟؟
-لأ يا دكتور , انا مش بعمل بحث عن حاله ابنك , انا بحاول اعرف ايه اللى وصلوا لكده علشان نعرف نساعده ازاى
-ما دامت محاوله حضرتك مش رسميه , انا بطلب منك تسيبنا فى حالنا و من فضلك مش عايز اشوفك هنا تانى
*******

- يا استاذه , يا استاذه , استنى لو سمحت
هكذا سمعت سعاد سيده عجوز تناديها من خلف سور الفيلا

- ايوه يا حاجه , ممكن اساعدك فى حاجه ؟؟

- انت هنا عشان سى عمرو , مش كده ؟؟
-ايوه ,
- انا فاطمه , انا اللى مربيه الدكتور و ابنه كمان . بصى يا استاذه , الدكتور و الله طيب و غلبان , و عمره ما يقصد يضايق اسم النبى حارسه سى عمرو . بس هو اصل ... و الله الواحد ما عارف يقولك ايه بس يا ست
- بصى يا حاجه , انت عارفه عمرو حالته ازاى دلوقتى ؟؟
- ايوه يا استاذه , الدكتور بيقول انه بيتحسن فى المستشفى و الحاله مش هاتيجى له تانى قريب ان شاء الله
-مستشفى !!! , بصى يا حاجه فاطمه انا هتكلم معاك تانى ان شاء الله , بس عايزاكى تدى الحاجه زينب النمره دى تكلمنى فيها بعيد عن عيون الدكتور