Saturday, July 6, 2013

يوتوبيا 2013

زمن اليوتوبيا القبيح الذى توقعه الكاتب احمد خالد توفيق و توقعه من قبل الغربيين لكن بشكل ماسخ تفوق التكنولوجيا فيه كل شى و تضيف مسحه من البرود على كل اشكال الحياه

تذكرت كيف ضحكت لوليدها و لأطفالها يوم كانت الثوره
كيف كانت تنظر لأطفالها بكل شفقه من ان يشبوا ف هذا النظام القمعى الظالم القاتل لحريه الانسان
هذا النظام الذى افقد مصر معنى التقدم و معنى الفخر بمصرية الانسان

ثم كانت الثوره ، فبكت كما لم تبك من قبل على ارواح كل من ضحى بنفسه لإنجاح هذه الثوره النقيه المولوده من رحم الظلم و الاستبداد
ثم نظرت لأطفالها و حمدت الله انهم سيعلمون ما هى الحريه و معنى ان يكونوا مصريين و انهم لن يضطروا للتخلى عن هويتهم كما يحدث من الكثيرين فى تلك الايام

ثم تذكر كيف بكت حزنا على ضياع ارواح هؤلاء الشهداء هباءا عندما باع الشعب نفسه من جديد تحت مسمى انقاذ الثوره عندما تحالفوا مع رجال النظام الجديد المتخفيين تحت اسم تمرد و هدفهم الظاهر المعلن هو التخلص من استبداد حكم الإخوان
و الهدف الباطن هو اعاده النظام الفاشى السابق بكل قوة و جبروت

Monday, January 14, 2013

دى حركات

يالا يا موكى خلينا نروح نشترى ألوان علشان نرسم و نلون ، ماشى ؟
هنجيب ألوان ؟ منين؟ من عند عمو ؟
ايوه.
اساعده فى لبس الحذاء ، و نفتح الباب لنخرج فكأن بابا الى الجنه فتح له ، فيسبقنى و يجرى لينزل الدرج ، و طبعا يوشك ان يقع عليه لكنه يتماسك و يمسك بالدرابزين.
اجرى عليه و اساعده و اقول له " اسم الله عليك ، معلش , كل ده علشان بتجرى"
يقول لى مطمئنا " دى حركات يا تيته , حركات شوفتى الحركات ، انا ها أعمل حركات تانيه "
يؤلمنى قلبى كثيرا عندما يفعل ذلك و يتحمل الألم او الخوف فى سبيل ان لا يقلق عليه من يحب.
فيتملكنى الغضب من شعورى ان حبى له أقل من هذا التصرف العظيم الذى يصدر عن ذلك الطفل ذى السنوات الأربع، فأبدأ فى التأنيب و الزجر له ليكف عن " الحركات ".
نفتح باب المنزل و نبدأ الرحله , أسأله " ها نشترى ألوان لونها ايه يا موكى "
يجيبنى " أحمر ؟ " 
" و ايه تانى , هنشترى لون ايه كمان ؟ "
" أزرق ؟ "
" أحمر و أزرق , صح , و نجيب لون ايه تانى ؟ " 
" اصفر و اخضر و ابيض . "
" برافو عليك , صح , أحمر و أزرق و أصفر و أخضر و أبيض "
نكمل الطريق ليقابلنا الفتى يحمل المكواه لأصحاب المنازل المحيطه , و ينحنى عليه و يداعبه ببعض الكلمات و يرد عليه موكى بكل أنواع المشاكسات و الضحك الخبيث .
نصل للمكتبه لأسأله قبل الدخول " ندخل لعمو علشان نشترى الألوان "
يقف أمام الفاترينه متفحصا جميع الألعاب ثم يعلن أن " لأ نشترى عربيه "
لأ يا موكى ، احنا جايين نشترى ألوان مش عربيه "
" لأ عربيه , مش عايز ألوان ، أنا عايز عربيه "
نستمر فى الجدل , فأعلن له " لأ يا نشترى ألوان يا نمشى و مش نشترى حاجه خالص "
" لأ مش عايز ألوان , أنا عايز عربيه "
"خلاص يالا بينا " و استدرت لأبتعد عن المكتبه , كنت حقيقه حائره , أرغب فى أن يتعلم انه لا نستطيع ان نشترى كل ما نريد فى أى وقت , و بين رغبتى فى رؤيته فرحا باللعبه الجديده , و كنت مستمتعه بالجدال معه لأراه و هو يتحدث و يجادل و يصر و يقرر ،

عندما أستدرت , كنت حقيقة لا أعرف اذا كنت سأستطيع العوده به خائبا الرجاء هكذا ام لا.
لكنه حسم هذه الحيره بأن فوجئت بيده الصغيره تستوقفنى ثم يشير بيده الاخرى لباب المكتبه و وجهه كله رجاء .
فقلت له " ها نشترى ألوان بس "
" ماشى "
ما ان دخلنا المكتبه حتى رأيته ينظر لباقى العربات و يقول " شوفتى عربيه حمرا ، انا عايزها , اجيبها ازاى دى ؟ و يقف حائرا كيف يصل لتلك العربه الصغيره الملقاه وسط الفاترينه من الداخل"
"لأ يا موكى احنا قلنا ألوان بس "
قلت له هذا و كنت قد قررت قبل ان يجادلنى مره اخرى انى سأشترى له العربه التى يريدها " لأ انا عايزها , العربيه دى ، عايزها "
سألت البائع ان يأتى معنا لنريه العربه التى نريد شرائها , 
يسبقنى هذا الصغير للشارع مره اخرى و يواجه الفاترينه و يقف ليحدد اى عربيه يريدها ليشير للبائع عليها.
فأسأل البائع ان يرينى اياها و اخريات معها و اجادل صغيرى " العربيه دى وحشه البلاستيك بتاعها وحش " و انا اعلم مسبقا انه لن يفهم ما أقول و سيصر أن يأتى له بتلك العربه . 
يفهم البائع انى لا اريد شراء العربه له لغلوها , فيأتيه بعربات اخرى ارخص و ليس من بينها ما يريد.
يتفحص صغيرى العربات و يقرر ان " دى ، اه " ثم يتذكر ان ما اختاره ليس من بينهم , فيخرج مره اخرى و يؤكد على البائع " دى العربيه دى ، الحمرا الكبيره " و يشير لها بكل قوه
نعود للداخل مره اخرى ليخرجها البائع له و معها عربات حمراء اخرى ليختار منها , فيصر على تلك العربه الحمراء الكبيره التى عقد عليها العزم من أول مره و لا يريد غيرها.
أشتريها له بكل راحه رغم معرفتى انها من أسوأ الأنواع و انها لن تدوم معه طويلا رغم سعرها المبالغ فيه.

كم أحب هذا الصغير , الذى لا يهمه شئ سوا ان لا أحزن عليه عندما يقع من على الدرج و يقول لى " دى حركات " 
ذلك القلب البرئ الذى قال لأمه أيضا عندما وقع بالشارع " ولا يهمك يا ماما " حتى لا تخاف عليه.

Monday, January 7, 2013

قصه ليس لها بدايه


اصبحت عجوز

لا تدرى منذ متى افتقدته , فقط تعلم انها كانت تسابق الوقت ليمر ,لا تعلم متى ستنهى السباق , لكنها لا تستطيع التوقف
تشعر بالالم الشديد متى توقفت , هى تشعر انها تتنفس فقط و هى تسابق الايام لتمر و تبتعد بها, لكنها متى توقفت لا تلتقط انفاسها بل تشعر بأنه يضيق صدرها من قله ما تستطيع تنفسه , عندها تبدأ مره اخرى فى مسابقه الوقت كى تبتعد و تبتعد

لا تتذكر متى بدأت القصه , بل تتذكر ,لكنها لا تريد

فقط تعلم انها تريد ان تمر الشهور و السنين فى لحظات , على بعد الزمن يهدئ من روعها و يقتل ألامها  , هى تعلم انها تحيا الان حياه مؤقتها , لا يوجد شئ له معنى و لا طعم
هى تضحك لتخفى ما يعمل فى داخلها
هى تأكل كى لا يسألها احد لماذا لا تأكل
هى تتكلم , لأنه يجب ان تبدوا طبيعيه
حتى كلمه طبيعى بالنسبه لها لم تعد ذات معنى محدد , كلما مضى الوقت شعرت اكثر و اكثر انها تائهه و انه لا معنى لكل شئ
متى يتوقف كل هذا ؟؟ متى ؟؟ سؤال يدور طيله الوقت حتى و هى نائمه اذا جاز لنا ان نسمى حاله فقدان الوعى و الهذيان نوما
تحاول عدم التفكير فتجد نفسها تتذكر بدايه الاحداث جميعها رغم انها لم تصدق نفسها فى البدايه , كيف انها كانت فى حاله انتظار دائم له دون ان تشعر

كانت تشاهد احد الافلام الاجنبية , حيث وجدت البطله و قد مات عنها زوجها ,  لكن تصلها رساله منه يقول فيها انه لن يتركها و ان لديه خطه لتساعدها على متابعه الحياه , تذكرته حيث كان دائما ما يبحث لها عن حل و عن خططي لتساعدها  مع فارق انه - و الحمد لله  -  لم يمت يمت , هو فقط فارقها , لم تستطع استيعاب الاحداث , تتذكر فقط انه اخبرها بكل بساطه انه تابع حياته بدونها
تتذكر انها فى البدايه كانت تتذكره كأنه مات فعلا , كانت تذكر  اسمه و تجد نفسها تقول بتلقائيه رحمة الله عليه , ثم انتبهت لما تقول لكنها شعرت وقتئذ ان هذا هو الحل الوحيد حتى تتماسك 

كانت تجاهد كى تظل متماسكه , صامته امام الجميع
فى داخلها تراه , هو يحتل كل تفكيرها , كانت نفسها تعصف بكل انواع الانفعالات , تريد ان تصرخ بأن يتركها فهو لا يعلم كم يسبب مرئاه الالم و السعاده و الفرح

كانت تريد ان تغضب . ان تتعارك , ان تهرب , تمنت ان تفقد الذاكره , ان تكون شخص اخر, كانت تريد ان تنتهى بها الحياه لنفس السبب البكاء , الحزن , المهانة , الحب , الامان
كانت تظن انها قد تحولت منذ زمن لطائر يحلق دائما فى السماء السابع للخيال , لكنها تعلم الان انها كانت ساذجة اذ ظنت ان السماء السابع هى أقصى الخيال,
فها هى فيما لم تتخيل نفسها ابدا , ها هى ترى من ال...... , ترى من ذلك الاحساس الذى لا تعلم كيف تصفه , هو مزيج من كل ما تتكون منه الحياه ,هو مزيج من التضاد
كانت قد قرأت مره عن الافتقاد , و انه يعنى دائما انصاف الاشياء , ان تتذكر ابتسامه فتحزن , و تتذكر شخص فتبكى لفراقه , قرأت بأن اصعب شئ و اقسى ما يسببه الافتقاد هو ان تكون متأكد من ان ما فقد لن يعود لك مره اخرى.
ها هى تجرب بعضا من هذا الشعور ,
يا الهى , متى انتهى مما انا فيه , سأحاول ان ظل صامته حتى يقضى الله امرا كان مفعولا

هكذا كانت تحدثها نفسها و هى جالسه على الاريكه بحديقه احدى دور الامراض النفسيه و هى ترى اهلها و جميع من اعتقد الطبيب المعالج انه قد يساعد فى علاجها و تشخيص حالتها يرحل , البعض ناظرا وراءه مشفقا عليها و الاخر ينظر للأرض حزينا , اما هو , فقط هو لم يكن هناك , فهو لا يعلم اين هى الان