اصبحت عجوز
لا تدرى منذ متى افتقدته , فقط تعلم انها كانت تسابق الوقت ليمر
,لا تعلم متى ستنهى السباق , لكنها لا تستطيع التوقف
تشعر بالالم الشديد متى توقفت , هى تشعر انها تتنفس فقط و هى
تسابق الايام لتمر و تبتعد بها, لكنها متى توقفت لا تلتقط انفاسها بل تشعر بأنه
يضيق صدرها من قله ما تستطيع تنفسه , عندها تبدأ مره اخرى فى مسابقه الوقت كى تبتعد
و تبتعد
لا تتذكر متى بدأت القصه , بل تتذكر ,لكنها لا تريد
فقط تعلم انها تريد ان تمر الشهور و السنين فى لحظات , على بعد
الزمن يهدئ من روعها و يقتل ألامها , هى تعلم انها تحيا الان حياه مؤقتها , لا
يوجد شئ له معنى و لا طعم ,
هى تضحك لتخفى ما يعمل فى داخلها
هى تأكل كى لا يسألها احد لماذا لا تأكل
هى تتكلم , لأنه يجب ان تبدوا طبيعيه
حتى كلمه طبيعى بالنسبه لها لم تعد ذات معنى محدد , كلما مضى
الوقت شعرت اكثر و اكثر انها تائهه و انه لا معنى لكل شئ
متى يتوقف كل هذا ؟؟ متى ؟؟ سؤال يدور طيله الوقت حتى و هى نائمه
اذا جاز لنا ان نسمى حاله فقدان الوعى و الهذيان نوما
تحاول عدم التفكير فتجد نفسها تتذكر بدايه الاحداث جميعها رغم
انها لم تصدق نفسها فى البدايه , كيف انها كانت فى حاله انتظار دائم له دون ان تشعر ,
كانت تشاهد احد الافلام الاجنبية , حيث وجدت البطله و قد مات
عنها زوجها , لكن تصلها رساله منه يقول فيها انه لن يتركها و ان لديه خطه لتساعدها
على متابعه الحياه , تذكرته حيث كان دائما ما يبحث لها عن حل و عن خططي لتساعدها
مع فارق انه - و الحمد لله - لم يمت يمت , هو فقط فارقها , لم تستطع استيعاب الاحداث , تتذكر فقط
انه اخبرها بكل بساطه انه تابع حياته بدونها
تتذكر انها فى البدايه كانت تتذكره كأنه مات فعلا , كانت تذكر
اسمه و تجد نفسها تقول بتلقائيه رحمة الله عليه , ثم انتبهت لما تقول لكنها شعرت
وقتئذ ان هذا هو الحل الوحيد حتى تتماسك
كانت تجاهد كى تظل متماسكه , صامته امام الجميع
فى داخلها تراه , هو يحتل كل تفكيرها , كانت نفسها تعصف بكل انواع
الانفعالات , تريد ان تصرخ بأن يتركها فهو لا يعلم كم يسبب مرئاه الالم و السعاده و
الفرح
كانت تريد ان تغضب . ان تتعارك , ان تهرب , تمنت ان تفقد الذاكره , ان تكون شخص اخر, كانت تريد ان تنتهى بها الحياه لنفس السبب البكاء , الحزن , المهانة , الحب , الامان
كانت تظن انها قد تحولت منذ زمن لطائر يحلق دائما فى السماء السابع
للخيال , لكنها تعلم الان انها كانت ساذجة اذ ظنت ان السماء السابع هى أقصى الخيال,
فها هى فيما لم تتخيل نفسها ابدا , ها هى ترى من ال...... , ترى
من ذلك الاحساس الذى لا تعلم كيف تصفه , هو مزيج من كل ما تتكون منه الحياه ,هو مزيج
من التضاد
كانت قد قرأت مره عن الافتقاد , و انه يعنى دائما انصاف الاشياء
, ان تتذكر ابتسامه فتحزن , و تتذكر شخص فتبكى لفراقه , قرأت بأن اصعب شئ و اقسى ما
يسببه الافتقاد هو ان تكون متأكد من ان ما فقد لن يعود لك مره اخرى.
ها هى تجرب بعضا من هذا الشعور ,
يا الهى , متى انتهى مما انا فيه , سأحاول ان ظل صامته حتى يقضى
الله امرا كان مفعولا
هكذا كانت تحدثها نفسها و هى جالسه على الاريكه بحديقه احدى دور
الامراض النفسيه و هى ترى اهلها و جميع من اعتقد الطبيب المعالج انه قد يساعد فى علاجها
و تشخيص حالتها يرحل , البعض ناظرا وراءه مشفقا عليها و الاخر ينظر للأرض حزينا , اما
هو , فقط هو لم يكن هناك , فهو لا يعلم اين هى الان
No comments:
Post a Comment