Monday, January 7, 2013

قصه ليس لها بدايه


اصبحت عجوز

لا تدرى منذ متى افتقدته , فقط تعلم انها كانت تسابق الوقت ليمر ,لا تعلم متى ستنهى السباق , لكنها لا تستطيع التوقف
تشعر بالالم الشديد متى توقفت , هى تشعر انها تتنفس فقط و هى تسابق الايام لتمر و تبتعد بها, لكنها متى توقفت لا تلتقط انفاسها بل تشعر بأنه يضيق صدرها من قله ما تستطيع تنفسه , عندها تبدأ مره اخرى فى مسابقه الوقت كى تبتعد و تبتعد

لا تتذكر متى بدأت القصه , بل تتذكر ,لكنها لا تريد

فقط تعلم انها تريد ان تمر الشهور و السنين فى لحظات , على بعد الزمن يهدئ من روعها و يقتل ألامها  , هى تعلم انها تحيا الان حياه مؤقتها , لا يوجد شئ له معنى و لا طعم
هى تضحك لتخفى ما يعمل فى داخلها
هى تأكل كى لا يسألها احد لماذا لا تأكل
هى تتكلم , لأنه يجب ان تبدوا طبيعيه
حتى كلمه طبيعى بالنسبه لها لم تعد ذات معنى محدد , كلما مضى الوقت شعرت اكثر و اكثر انها تائهه و انه لا معنى لكل شئ
متى يتوقف كل هذا ؟؟ متى ؟؟ سؤال يدور طيله الوقت حتى و هى نائمه اذا جاز لنا ان نسمى حاله فقدان الوعى و الهذيان نوما
تحاول عدم التفكير فتجد نفسها تتذكر بدايه الاحداث جميعها رغم انها لم تصدق نفسها فى البدايه , كيف انها كانت فى حاله انتظار دائم له دون ان تشعر

كانت تشاهد احد الافلام الاجنبية , حيث وجدت البطله و قد مات عنها زوجها ,  لكن تصلها رساله منه يقول فيها انه لن يتركها و ان لديه خطه لتساعدها على متابعه الحياه , تذكرته حيث كان دائما ما يبحث لها عن حل و عن خططي لتساعدها  مع فارق انه - و الحمد لله  -  لم يمت يمت , هو فقط فارقها , لم تستطع استيعاب الاحداث , تتذكر فقط انه اخبرها بكل بساطه انه تابع حياته بدونها
تتذكر انها فى البدايه كانت تتذكره كأنه مات فعلا , كانت تذكر  اسمه و تجد نفسها تقول بتلقائيه رحمة الله عليه , ثم انتبهت لما تقول لكنها شعرت وقتئذ ان هذا هو الحل الوحيد حتى تتماسك 

كانت تجاهد كى تظل متماسكه , صامته امام الجميع
فى داخلها تراه , هو يحتل كل تفكيرها , كانت نفسها تعصف بكل انواع الانفعالات , تريد ان تصرخ بأن يتركها فهو لا يعلم كم يسبب مرئاه الالم و السعاده و الفرح

كانت تريد ان تغضب . ان تتعارك , ان تهرب , تمنت ان تفقد الذاكره , ان تكون شخص اخر, كانت تريد ان تنتهى بها الحياه لنفس السبب البكاء , الحزن , المهانة , الحب , الامان
كانت تظن انها قد تحولت منذ زمن لطائر يحلق دائما فى السماء السابع للخيال , لكنها تعلم الان انها كانت ساذجة اذ ظنت ان السماء السابع هى أقصى الخيال,
فها هى فيما لم تتخيل نفسها ابدا , ها هى ترى من ال...... , ترى من ذلك الاحساس الذى لا تعلم كيف تصفه , هو مزيج من كل ما تتكون منه الحياه ,هو مزيج من التضاد
كانت قد قرأت مره عن الافتقاد , و انه يعنى دائما انصاف الاشياء , ان تتذكر ابتسامه فتحزن , و تتذكر شخص فتبكى لفراقه , قرأت بأن اصعب شئ و اقسى ما يسببه الافتقاد هو ان تكون متأكد من ان ما فقد لن يعود لك مره اخرى.
ها هى تجرب بعضا من هذا الشعور ,
يا الهى , متى انتهى مما انا فيه , سأحاول ان ظل صامته حتى يقضى الله امرا كان مفعولا

هكذا كانت تحدثها نفسها و هى جالسه على الاريكه بحديقه احدى دور الامراض النفسيه و هى ترى اهلها و جميع من اعتقد الطبيب المعالج انه قد يساعد فى علاجها و تشخيص حالتها يرحل , البعض ناظرا وراءه مشفقا عليها و الاخر ينظر للأرض حزينا , اما هو , فقط هو لم يكن هناك , فهو لا يعلم اين هى الان



No comments:

Post a Comment