Sunday, February 1, 2009

عم شحاته

عم شحاته
اجمل عجوز رأيتة فى حياته
يقضى كل يومه فى حركة مستمره , كأنه يسابق الزمن و الناس ليكون فى اول الصفوف
منذ ان تقع عينى عليه فى الصباح حتى المساء و هو يداعب ذرات الهواء بحركته الدائمه
هو عجوز جاوز الستين بأعوام لكنه يرفض ان يكون من العجزه الذين يقبعون بإنتظار لحظه النهاية
فى صباح ما جاء ليعمل عامل نظافه فى القسم المقابل لقسمنا
يومها لعنت اصحاب القلوب القاسيه لتركهم اياه ليعمل فهو لن يعيش لمده ساعات بعد اداءه العمل المكلف به و لعنت الحاجه التى تجعل امثاله فى حاجه الى تكبد المشقه حتى فى هذا العمر ليكسب قوت يومه
مرت الايام و اضطررت للغياب عن العمل لفتره طويله , ثم عندما عدت وجدته مازال حيا و اعتبرتها معجزه
لكنى اكتشفت انه لا يعرف معنى الراحه , جزيئات دمه بها نشاط غير عادى , انه يخترع العمل من لا شئ
إنسان جميل بمعنى الكلمه, ضحكته جميله مشعه بالطيبه و العرفان
حركته سريعه جاده تشعر فيها بالهمه و ليس بالإضطرار للسرعه
عندما اراه اتذكر كيف ان الدنيا لا يزال بها من الطيبه ان تجعله مثال حى لى لكى لا اكفر بأن الدنيا لا يزال بها اناس يستحقون الاحترام و الحب
عندما اراه اسعد بيومى و بالحياه
ثم جاء صباح غاب منه عم شحاته الجميل
و انتظرت , و تكرر غياب الصباحات التى لا يوجد فيها عم شحاته و علمت ان عقد عمله لدينا بالشركه انتهى
و عدت لأكفر بالحياه و بخلها على , فحتى عم شحاته لن اراه
كانت تلك الايام من اسخف الايام و اثقلها ظلا فى حياتى , عم شحاته هو بارقه الامل التى اتمسك بها لكى يظل عندى امل بأنه طالما الإراده موجوده إذا الحياه موجوده
ثم عاد الصباح لإشراقته الأخيره و عاد عم شحاته , كان قد غاب عن صباحى لمده عشره أيام كامله مرت على كأنها حياه أخرى قد عشتها
عاد و قد امسكت نفسى بالقسر عن ان اقيم له حفله و عن احتضنه بلهفه , فقد افتقده جدا
ذهبت لأسلم عليه و علمت منه انه قد ذهب للعمل فى خلال الايام العشره الماضيه فى مشفى خاص حتى لا يظل عاطل عن العمل
ثم ما ان تم تجديد عقده معنا عاد لنا
عاد و عاد معه امل الحياه
عم شحاته الجميل ,احمل كل العرفان بالجميل لله على ان جعلنى ارى جمال خلقه فى عم شحاته

No comments:

Post a Comment